قناة اسطنبول الجديدة مشروع تركيا الأشهر والأضخم
تحتضن تركيا واحد من اهم المعابر المائية العالمية، مضيق البوسفور، ذلك المعبر الحيوي الذي يصل بين قارتي آسيا وأوروبا مما جعل مدينة اسطنبول تحتل موقعاً استراتيجياً مميزاً، وخلال السنوات الأخيرة ازداد الضغط بشكل هائل على مضيق البوسفور بسبب تطور حركة التجارة العالمية، وزيادة الاعتماد على النقل البحري الأمر الذي بدأ يشكل خطر على الأبنية التاريخية لمحيطة بالمدينة والعائد للانبعاثات الكثيفة للسفن، كل ما سبق خلق الحاجة إلى وجود معبر مائي جديد لتخفيف العبء على مضيق البوسفور من ناحية ومن ناحية أخرى تحقيق نمو اقتصادي هائل لتركيا ودول العالم.
وبناءً عليه أطلقت الحكومة التركية مشروع قناة مائية في الشطر الأوروبي من اسطنبول وتم تدشين مشروع قناة اسطنبول من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسوف تصل هذه القناة بحر مرمرة بالبحر الأسود، متحدياً بذلك كل الانتقادات والاعتراضات الداخلية والخارجية ضد المشروع وراسماً بذلك الخطوة الأولى نحو تغيير حركة النقل البري والبحري في تركيا والعالم.
ما هي قناة اسطنبول المائية وأين سيكون موقعها؟
تشير الدراسات الى ان الملاحة ضمن قناة اسطنبول ستكون آمنة اكثر ب 13 مرة من الملاحة في مضيق البوسفور وسيتم تنفيذ قناة اسطنبول على قناة السويس في مصر والتي تصل بين البحر الأحمر والبحر المتوسط وستشكل ممر مائي موازي لمضيق البوسفور وستبعد عنه مسافة 30 كيلو متر وطولها 45 كيلومتر وعرض قاعدتها 275 متر اما عن عمقها فسيبلغ 21 متر وستمتد من بحر مرمرة بالتحديد من بحيرة كوتشوك جكمجه الطبيعية ال غرب إسطنبول والى الشمال وصولاً الى سد سازليديري، ثم قرية شاملار، وانتهاءً بالبحر الأسود، وسيتم تزويد القناة ب 6 جسور تصلها بشبكة النقل البري الموجودة في البلاد.
تشير التوقعات الى أن القناة ستصبح ممر رئيسي للسفن والناقلات العملاقة أما بالنسبة لمضيق البوسفور لتاريخي فسيصبح ممر ثانوي، كما أن القناة ستمنح تركيا أفضلية تنافسية كبيرة في تجارة النقل الدولي التي يمر أكثر من 75 % منها عبر البحار، وقد كان من المفترض البدء بالمشروع في عام 2020 إلا أن جائحة كورونا أوقفت البلاد بالكامل وفرضت الحجر العام، وتم تأجيل هذا المشروع الى هذا العام حيث افتتح الرئيس التركي أردوغان المشروع ووضع حجر الأساس لأول جسور القناة وانطلقت أعمال صب الأساسات للجسر الذي يبلغ طوله 1.6 كيلومتر ومن المتوقع أن تنتهي الأعمال خلال 6 سنوات أي في عام 2027
أهمية مشروع قناة اسطنبول المائية الاقتصادية:
ان مشروع قناة اسطنبول سيدر على الحكومة التركية ما يقار ثماني مليارات دولار بشكل سنوي ويعود ذلك للتعريفات التي ستدفعها السفن مقابل المرور عبر القناة، وذلك لكون القناة لن تخضع لاتفاقية مونترو.
وتعود اتفاقية مونترو لعام 1369 وأبرمت بين كل من دول تركيا وبريطانيا وفرنسا واليونان والاتحاد السوفيتي السابق وبلغاريا ورومانيا ويوغسلافيا واليابان وأستراليا. وتنص هذه الاتفاقية على حرية الملاحة في مضايق البحر الأسود، ومن بينها البوسفور.
وتسمح الاتفاقية للسفن التابعة للدول المطلة على البحر الأسود بحرية المرور والبقاء في حوض البحر الأسود. أما بالنسبة للسفن التابعة لدول خارج حوض البحر الأسود، فيُسمح لها بالوجود لفترة ثلاثة أسابيع.
كيف ستؤثر قناة اسطنبول على سوق عقارات اسطنبول؟
تشهد مدينة اسطنبول حركة متزايدة في شراء وبيع العقارات وذلك مع انطلاق العمل بمشروع قناة اسطنبول فمن المؤكد أن مشروعاً ضخماً كهذا سيكون له تأثيراته الاقتصادية على كامل المجالات الاستثمارية ومن ضمنها القطاع العقاري، حيث بدأت كبرى الشركات الإنشائية بافتتاح المشاريع الضخمة أي أن المناطق المحيطة بقناة اسطنبول ستشهد نهضة معمارية وخدمية وبالتالي ارتفاع اسعار العقارات فيها.
Comentarios